أهم الأخبارفن ومشاهير

تشييع مهيب لـ بيونة.. الجزائر تودّع أيقونة الفن والتمثيل بموكب رسمي وشعبي

ودّعت الجزائر، بقلوب يملؤها الأسى والوفاء، الفنانة الكبيرة باية بوزار المعروفة بـ بيونة، في جنازة مهيبة جمعت بين الحضور الرسمي رفيع المستوى والمشاركة الشعبية الواسعة التي عكست حجم محبة الجزائريين لها ومكانتها الاستثنائية في الذاكرة الفنية الوطنية. فقد انطلق الموكب من المسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطارزي، حيث أُلقيت النظرة الأخيرة على جثمان الراحلة وسط صمت مؤثر وتقدير كبير لمسيرتها الممتدة لأكثر من خمسين عاماً. ثم نُقل الجثمان إلى مقبرة العالية ليوارى الثرى في مشهد اتّشح بالحزن، وشارك فيه مسؤولون وشخصيات ثقافية وفنية بارزة.

حضر المراسم مستشار رئيس الجمهورية كمال سيدي السعيد، ووزيرة الثقافة مليكة بن دودة، والوالي المنتدب لباب الوادي، في دلالة واضحة على المكانة الوطنية التي وصلت إليها الراحلة. كما شارك عدد كبير من الفنانين الذين رافقوا بيونة في مسيرتها، من بينهم حسان بن زراري، عبد الحميد رابية، حسان كشاش، وسيد علي بن سالم، إلى جانب جمهور واسع رأى في رحيلها خسارة لا تعوض.

وجاءت تعزية رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون لتؤكد أن الجزائر فقدت إحدى أيقوناتها الفنية، إذ وصف الراحلة بأنها تركت إرثاً فنياً ثرياً سيظل حاضراً في ذاكرة الجزائريين. كما أشادت وزيرة الثقافة ببيونة التي اعتبرتها رمزاً للمرأة الجزائرية المبدعة وصوتاً أصيلاً جسّد نبض المجتمع وروحه.

وقد أجمع الفنانون المشاركون في التشييع على أن بيونة لم تكن مجرد ممثلة، بل مدرسة قائمة بذاتها. وأكد سيد علي بن سالم أن رحيلها يمثل “خسارة كبيرة للفن الجزائري”، مشيراً إلى أعمالها التي امتدت عبر المسرح والسينما والتلفزيون. بينما عبّر الفنان عبد الحميد رابية عن حزنه الشديد، مؤكداً أن أعمالها ستبقى منارة للأجيال القادمة رغم الظروف الصعبة التي يعيشها الفنان الجزائري. أما حسان بن زراري، زميلها في “ناس ملاح سيتي”، فأكد أن رحيلها ترك فراغاً كبيراً في قلوب الفنانين والجمهور.

وتعد بيونة إحدى أبرز الوجوه الفنية في الجزائر، إذ بدأت مسيرتها منذ سبعينيات القرن الماضي وانتقلت بين المسرح والسينما والتلفزيون، مقدّمة أعمالاً خالدة مثل “ناس ملاح سيتي” و“فاميليا ستار”، إضافة إلى مشاركات عربية ودولية وظهور مسرحي رفيع إلى جانب جين بيركين. وبعد صراع طويل مع المرض، رحلت وتركَت وراءها إرثاً لا يُنسى.

ترندنغ

زر الذهاب إلى الأعلى