اسماعيل تمر عن “فتاة الحرير”: انا ضد التشهير ويحذر

أثار مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي جدلًا واسعًا في سوريا خلال الأيام الماضية، بعد أن ظهر فيه فتاة سورية تحتفل بعيد التحرير، حيث بدت وهي تخرج من سيارة وتتبادل رقم الهاتف مع رجل في مشهد اعتبره كثيرون عفويًا ويندرج ضمن أجواء الاحتفال. إلا أنّ الفيديو سرعان ما خرج عن سياقه، وتحوّل إلى مادة هجوم حاد، إذ تعرّضت الفتاة لسيل من الانتقادات القاسية، وتداول المستخدمون تعليقات حملت أحكامًا أخلاقية وتجاوزات شخصية.
ومع تصاعد الجدل، انتشرت عبر مواقع التواصل، ولا سيما «فيسبوك»، منشورات تزعم إلقاء القبض على الفتاة والشاب اللذين ظهرا في الفيديو. وادّعت بعض الحسابات أنّ السلطات أوقفت الشاب، مرفقة تلك الادعاءات بصورة لشخص موقوف مموّه الوجه، قيل إنها تعود ليوم الثلاثاء 9 كانون الأول/ديسمبر 2025.
في المقابل، لم يصدر أي بيان رسمي يؤكد صحة هذه الادعاءات، الأمر الذي عزّز فرضية أن ما جرى تداوله يندرج في إطار التضليل الرقمي، واستخدام صور ومعلومات غير مؤكدة لإضفاء مصداقية على شائعات لا أساس لها.
وسط هذه الفوضى، خرج الفنان السوري إسماعيل تمر عن صمته، معبّرًا عن موقف لافت تجاه القضية. وقال تمر إن «لما بنت بلدي تعمل مشكلة أنا بحاميها»، معتبرًا أنّ الفتاة التي ظهرت في الفيديو لا تمثّل الصورة التي حاول البعض إلصاقها بـ«البنت السورية». وأضاف أنّ من يرى تصرّفًا خاطئًا، كان الأجدر به الستر لا النشر، محذرًا من خطورة تحويل لحظة عابرة إلى قضية رأي عام.
كما نبّه تمر إلى أن تداول الفيديوهات الخاصة والتشهير بصاحبها قد يؤدي إلى تدمير حياة أشخاص نفسيًا واجتماعيًا، داعيًا إلى تحمّل المسؤولية الأخلاقية قبل الضغط على زر المشاركة. وقد لاقى كلامه تفاعلًا واسعًا من الجمهور، حيث عبّر كثيرون عن استيائهم من الحملة، وطرحوا تساؤلات حول ما قد تتعرض له الفتاة نتيجة إشاعات غير مثبتة. وبين تضخيم السوشيال ميديا وغياب المعلومة الرسمية، تحوّلت لحظة احتفال عفوية إلى قضية عامة، أعادت طرح النقاش حول الخصوصية وخطر الشائعات حين تتحوّل إلى محاكمة علنية بلا دليل.



