وفاة الاعلامي منصور نجيب عون
رحل اليوم الأحد الاعلامي اللبناني منصور نجيب عون، وهو من مؤسّسي إذاعة “صوت لبنان”، حيث قدم العديد من البرامج السياسية وعمل في قسم الأخبار لسنوات طويلة.
ونعى الراحل نقيب محرري الصحافة اللبنانية وصديقه جوزف القصيفي، والذي كتب: “يرحل الصديق منصور عون في ذروة أوجاع الوطن الذي احبّه حبّاً يفوق التصوّر. لا تغيب صورته عن مخيّلتي في مكتب التحرير يصوغ الأخبار باحتراف ورشاقة، ووراء المذياع صوتاً هادراً كشلال جزين في عز الشتاء، أو كموجة دامورية متلاطمة على شاطئ بلدته الساحلية التي غادرها مهجّراً، وعاد إليها كما يعود الحبيب إلى المنزل الأول بعد طول طواف”. اضاف: “كان منصور عون من الثلة التي تتميز بقوة الحضور، والكفاية، والصوت العالي الناطق بالحق ولو كلفه غالياّ. وبعد الطائف ابتعد هذا الذي شغل الاثير عن الإعلام، لكنه لم يبتعد عن الشأن العام، مشاركاً في نشاطات اعلامية وثقافية في الدامور التي قدّمت الشهيد الأول للصحافة سعيد فاضل عقل، كما الشهيد آلاخر نسيب المتني، كما عشرات الصحافيين والإعلاميين الذين طبّقت شهرتهم آلافاق”.
وتابع القصيفي: “المرة الاخيرة التي التقيته فيها كان بُعيد انتخابي نقيباً للمحررين في ذكرى الصحافيين الداموريين في بلدته. يومها غمرني بحب، وأرسل الدمع مستذكراً الأيام الصعبة والحلوة في آن التي امضيناها في الإذاعة. ولم يفته أن يذكر، وهو عريف الاحتفال ما قلته لوزير سابق يوم الحق بي أذى معنوياً وماديّاً، وقد سرى هذا القول حينها سريان النار في الهشيم: “يا صاحب المعالي: هناك وزير سابق، نائب سابق، رئيس حزب سابق، مدير عام سابق، لكن لا وجود لصحافي سابق… وراك والزمن الطويل. وكعادته لم تخنه شجاعة تذكير المعني بكلمتي وهو كان يتقدم الحضور”.
وختم نقيب المحرّرين: “فيا صديقي المندفع، الطيب القلب، السخيّ الدمع، الدافئ المشاعر، ابكيك بكل الدمع الذي اختزن، واعقد من حزني ضفيرة شوق لا ينتهي ولو انك أصبحت طيّ اللحد. سيظلّ صوتك صاخباً صخب الحياة التي بك تليق، ولو أن كبوت قبل الأوان. فنم قرير العين يا صديقي”.