“وداعاً زياد الرحباني “.. فنانون ينعون العبقري الذي غيّر وجه الفن اللبناني

فُجع الوسط الفني والثقافي اللبناني صباح اليوم بخبر وفاة الموسيقار والكاتب المسرحي زياد الرحباني، أحد أبرز أعمدة الفن اللبناني الحديث، عن عمرٍ ناهز الـ69 عاماً. الخبر لم يكن صادماً فقط لجمهوره العريض، بل شكّل صدمة وجدانية للشارع العربي الذي اعتاد أن يجد في أعمال زياد مرآة لواقعه وصرخة لحقيقته.
ابن الأسطورة فيروز والراحل عاصي الرحباني، جاء إلى الفن مسكونًا بالتمرد. لم يكن يومًا نسخةً عن غيره، بل صاغ بصمته منذ بداياته في المسرح السياسي الساخر، ورفع سقف النقد في زمنٍ كانت فيه المجاملات سيدة المشهد. أعماله المسرحية مثل فيلم أميركي طويل، نزل السرور وبخصوص الكرامة والشعب العنيد كانت وما زالت تُعرض وكأنها كُتبت اليوم، في دلالة على عبقرية تحليلية نادرة.
رحيله ترك فراغاً هائلاً في الوجدان العام، وانهالت التعليقات على مواقع التواصل من نجوم الفن والسياسة والصحافة، حيث تحوّلت صفحات تويتر إلى دفتر عزاء إلكتروني.
النجمة نوال الزغبي كتبت:” رحيل العبقري الرحباني عن الحياة… الله يرحمك.”
الممثلة ورد الخال اختصرت الوجع بقولها:
“الفنان لما بروح، بيروح معو خيط من خيوط الشمس… لروحه الرحمة.”
أما شذى حسون فقالت:
“الأساطير لا تموت بل تعيش للأبد. أعزي الشعب اللبناني في وفاة أيقونة من أيقونات الفن اللبناني الكبير زياد الرحباني… الله يرحمه يا رب.”
الممثلة رولا حمادة اكتفت بجملة مؤلمة:
“كل الكلام قليل… يا وجع القلب.”
الإعلامية السورية ريما نعيسة كتبت بأسلوب يشبه أدبيات زياد نفسه:
“ما كان ناقصنا… لكن مثلك لا يموت يا زياد. رح ضل اتذكر كل ما يسألوني كيفك؟ إني مش منيحة. لكن بالنسبة لبكرا شو؟ ما خبرتنا!”
الصحفية فاطمة عبدالله علّقت:
“صار لازم نعيط، مش من وجعنا، من خوفنا يصير الوجع عادة… أوف شو موجع هالخبر. وداعًا أيها الأسطورة.”
بكرا مش مبين… لكن ذكراك باقي”
رحل من كان يسأل عن الغد بقلقنا، ويحوّل الخوف إلى موسيقى، والسخرية إلى وعي. زياد لم يكن مجرد موسيقي أو كاتب، كان حالة فكرية، وظاهرة اجتماعية، ومنبرًا للوجدان العربي الذي رفض الصمت.
زياد الرحباني لم يمت… لأن من علّم الناس كيف يحكون وجعهم، لا يمكن أن يُنسى