أهم الأخبارفن ومشاهير

الفنان بسام كوسا يرثي زياد الرحباني بكلمات معبرة “عميقًا كالمنام، وصادقًا كالألم”

في وداعٍ مفعم بالحزن والصدق، كتب الفنان السوري بسام كوسا مقالاً مؤثرًا يرثي فيه صديقه الفنان اللبناني الراحل زياد الرحباني، معبّرًا عن عجزه عن التعبير فور سماع خبر رحيله، قائلاً:

“ترددت كثيرًا… شعرت أنني أُصبت بما يشبه الشلل، وكما يُقال: بعد أن تُخرق السفن، كل كلامٍ كثير”.

في كلمات مؤثرة ، شبّه كوسا الرحباني بأنه كان بسيطًا كرغيف الخبز، وعميقًا كالمنام، وصادقًا كالألم. لم يهادن الحياة، ولم يجمّل قبحها، بل واجهها بوضوحٍ مباشر دون مواربة أو مجاملة، قائلاً عنها كما هي.

“كنت تقول لحياتنا: أنت هكذا، وكنّا نضحك”.

“أنت أكثرنا صدقًا… وأكثرنا دهشة”

وجّه كوسا رسالة وداع شخصية إلى زياد جاء فيها:

“يا صديق أكثرنا… قلتَ ما لم نستطع قوله، قلتَ كل شيء: موسيقى، مسرح، غناء، إذاعة، مقالات، مواقف، محبة… قلتها بصدق ونُبل وجرأة وإبداع”.

ووصفه بأنه كان مدهشًا كالماء، كأوراق الشجر، كغيمة ماطرة، كعشب الأرض… مدهشًا كالبساطة نفسها.

استعاد كوسا لحظة الصدمة بخبر الرحيل، قائلًا إن زياد “غدرهم على غفلة”، وتركهم “يلملمون ضحكاتهم في سلة قشّ”، ليحوّلها الحزن إلى وجع. واستعاد عبارته الشهيرة من أحد أعماله:

“شي جديد… على نفس النسق القديم، بس شي جديد”.

كشف كوسا عن موقف جمعه بزياد عام 2008، عندما قال له:
“إن الشعوب تنتظر خمسين سنة لتنجب ظاهرة إبداعية… مثل سيد درويش، وفي الثمانينيات كنت أنت”.

وتابع واصفًا رد فعل زياد حينها:

“ارتبك، خجل، تلعثم، لم يعرف كيف يرد… خجل الكبار”.الرحباني سيبقى… منارة أمل

اختتم بسام كوسا رثاءه قائلاً:

“سنظل نسمعك ونتذكرك، وستبقى سندًا وجدانيًا وأخلاقيًا لأجيال، ودليلاً إلى حياة أفضل، لأنك كنت أنبل من أوصل الرسالة… لمن أراد أن يقرأها”.

واعتبر أن إرث زياد لا يموت، لأنه ببساطة ينتمي إلى القلة النادرة الذين مرّوا وتركوا أثرًا لا يُمحى.

ترندنغ

زر الذهاب إلى الأعلى