دارين حدشيتي تعود بعد 12 عاماً من الغياب: “اشتقت للموسيقى وللجمهور.”

بعد غيابٍ دام أكثر من 12 عاماً، تعود الفنانة اللبنانية دارين حدشيتي إلى الساحة الفنية بروحٍ جديدة وحماسٍ واضح، متحدثةً في مقابلة مع برنامج “إي تي بالعربي” عن تفاصيل فترة ابتعادها الطويلة وأسبابها، إضافة إلى مشاعرها تجاه الفن والجمهور بعد كل هذه السنوات.
دارين أكدت أن عودتها ليست مجرد خطوة مهنية، بل استعادة لشغفٍ ظلّ يسكنها رغم الغياب، قائلة: “اشتقتكم كتير، اشتقت للساحة، اشتقت للموسيقى، مع إنّي كنت غني بالبيت… وهلأ صار وقتها.” وأضافت أنها خلال السنوات الماضية لم تنقطع عن الموسيقى تماماً، إذ بقيت تغني في جلساتها الخاصة وتتابع الحركة الفنية باستمرار.
وأشارت حدشيتي إلى أن وفاة مدير أعمالها جورج أنستاسيادس كانت السبب الأبرز وراء توقفها، موضحة أن رحيله شكّل صدمة كبيرة لها وأفقدها التوازن الفني والمعنوي، فقالت: “وفاته كانت صعبة عليّ… حسّيت بفقدان السند والشريك الحقيقي.” كما لفتت إلى أنها تلقت بعد ذلك عروضاً إنتاجية عديدة، لكنها لم تجد فيها ما يناسب مبادئها الفنية أو يعبّر عن شخصيتها كمطربة.
دارين لم تُخفِ أيضاً حجم التحديات التي واجهتها داخل الوسط الفني، مشيرة إلى ما وصفته بـ”الحروب الخفية” التي طالتها في بداياتها وبعد غيابها، وقالت: “أكيد تحاربت، تحاربت كتير من ناس كتير… في ناس سألوا عني بس ما كان عندهم يد يساعدوني إني ارجع. وفي ناس تانيين كانوا مبسوطين إني ابتعدت.” وكشفت عن موقف صادم حين أخبرها أحد الأشخاص بأنه منع إذاعة أغانيها على بعض المحطات الإذاعية فقط لإبعادها عن الساحة.
ورغم الصعوبات، وصفت دارين حياتها خلال فترة الاعتزال بأنها كانت “طبيعية وهادئة”، قائلة: “عشت حياتي متل أي بنت… جيم، أصحاب، وسفر، وحتى غنيت كاراوكيه قد ما اشتقت للموسيقى.” كما أشارت إلى أنها عملت لفترة قصيرة في مجال تصميم الأزياء إلى جانب شقيقتها، لكنها بقيت تتابع المشهد الفني عن قرب وتشعر بالأسف لتراجع الذوق الغنائي، مضيفة: “عنجد زعلت لما شفت شو عم ينزل بالسوق… في إنتاج كتير، بس مش كله فن حقيقي.”
اليوم، تعود دارين حدشيتي بثقة وتجدد، مؤكدة أنها خاضت مرحلة من النضج والوعي جعلتها أقوى وأكثر إدراكاً لطبيعة الوسط الفني وتحدياته. وهي تسعى، كما تقول، إلى تقديم موسيقى تعبّر عنها وتحمل رسالة فنية تحترم المستمع وتعيد التوازن إلى المشهد الغنائي اللبناني والعربي.



