إيطاليا تنعى أسطورتها كلوديا كاردينالي

أفردت الصحف الإيطالية، صباح اليوم، مساحات واسعة لتغطية رحيل النجمة الإيطالية – الفرنسية كلوديا كاردينالي، التي توفيت عن عمر ناهز 87 عاماً، تاركة إرثاً فنياً وإنسانياً كبيراً ألهم أجيالاً من صناع السينما حول العالم.
وأكد مدير أعمالها، لوران سافري، أنها رحلت في مقر إقامتها بضواحي باريس، وسط أبنائها، دون الكشف عن سبب الوفاة، مشيراً إلى أنها ستظل خالدة كفنانة وامرأة حرة وملهمة، فيما لم يُحدد بعد موعد أو مكان مراسم الدفن.
ونعى وزير الثقافة الإيطالي أليساندرو جولي كاردينالي، واصفاً رحيلها بأنه خسارة “واحدة من أعظم الممثلات الإيطاليات عبر العصور”، مشيداً بجمالها ورقتها الإيطالية الأصيلة، ومساهمتها في أكثر من 150 فيلماً، كثير منها يعد من علامات سينما المؤلف في القرن العشرين.
وُلدت كلود جوزفين روز كاردينالي عام 1938 في حلق الوادي بتونس، لأب فرنسي وأم إيطالية من صقلية، وبدأت مسيرتها الفنية بعمر السابعة عشرة بعد فوزها بمسابقة جمالية لم تتقدّم لها بنفسها. سرعان ما تحولت إلى رمز للجمال والأناقة، وغالباً ما قورنت بالنجمة الفرنسية بريجيت باردو، حيث جمعهما فيلم “فتيات النفط” عام 1971.
قدمت كاردينالي أعمالاً بارزة مع كبار المخرجين الإيطاليين مثل فيديريكو فيليني، لوتشينو فيسكونتي وسيرجيو ليوني، كما حققت حضوراً لافتاً في هوليوود عبر أفلام شهيرة بينها “النمر الوردي” (1963)، و”المحترفون” مع بيرت لانكستر، إضافة إلى دورها المحوري في تحفة ليوني “ذات مرة في الغرب” (1968)، الذي عزز مكانتها العالمية. ونالت لاحقاً جائزة الأسد الذهبي في مهرجان البندقية عام 1993 والدب الذهبي في مهرجان برلين عام 2002.
كما جمعتها الشاشة مع النجم المصري عمر الشريف في فيلمين، هما “جحا” (1962) و”أكثر من معجزة” (1964)، وكانت تصفه دائماً بالرجل الوسيم، الشهم والكريم، مؤكدة أن لقاءهما الأول في تونس شكّل بداية تجربة فنية مميزة أثرت مسيرتها.
برحيل كلوديا كاردينالي، تفقد السينما العالمية إحدى أيقوناتها الكبرى، فيما يبقى سجلها الطويل شهادة على موهبة استثنائية وعطاء خالد سيظل حيّاً في ذاكرة عشاق الفن السابع.