غياب صاحب “الحزام”.. رحيل الكاتب السعودي احمد ابو دهمان

غيّب الموت، مساء الأحد، الكاتب والروائي السعودي المقيم في باريس أحمد أبو دهمان، عن عمر ناهز 76 عاماً، بعد مسيرة أدبية وثقافية شكّلت جسراً نادراً بين الثقافة العربية والفرنسية.
ويُعدّ أبو دهمان أول كاتب سعودي يؤلف رواية باللغة الفرنسية، من خلال عمله الأشهر «الحزام» الصادر عام 2000 عن دار «غاليمار» الفرنسية العريقة، وهي رواية حققت صدىً واسعاً، وطُبعت سبع مرات، وتُرجمت إلى ثماني لغات، قبل أن تُنقل إلى العربية وتصدر عن دار «الساقي».
وتقديراً لقيمة هذا العمل الأدبي، كان الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، وزير الثقافة السعودي، قد أهدى في يونيو (حزيران) 2023 وزيرة الثقافة الفرنسية ريما عبد المالك نسخة من رواية «الحزام»، في لفتة عكست الحضور الثقافي السعودي على الساحة العالمية.
وُلد أحمد أبو دهمان في قرية آل خلف بمحافظة سراة عبيدة في منطقة عسير جنوب المملكة. بدأ تعليمه في قريته، ثم انتقل إلى أبها لإكمال دراسته الثانوية، قبل أن يلتحق بمعهد تدريب المعلمين في الرياض ويعمل معلماً لثلاث سنوات.
لاحقاً، واصل دراسته الجامعية في جامعة الملك سعود، حيث تخرج في قسم اللغة العربية بدرجة ممتاز، وعُيّن معيداً في الجامعة نفسها، قبل أن يسافر إلى فرنسا عام 1979 ويلتحق بجامعة السوربون، حيث نال درجة الماجستير.
إلى جانب الأدب، كان للراحل حضور بارز في الصحافة السعودية، إذ كتب في عدد من الصحف، وخصّص له عموداً ثابتاً بعنوان «كلام الليل» في صفحة الرأي بجريدة «الرياض». كما شغل منصب مدير مكتب مؤسسة «اليمامة» الصحافية في باريس، وتولى لاحقاً رئاسة مؤسسة «الحزام للاستشارات الإعلامية» في الرياض.
وفي إحدى الندوات التي خُصصت للحديث عن روايته «الحزام»، أوضح أبو دهمان أن العمل لا يمثّل سيرة ذاتية، قائلاً: «كتبتها لأروي عن بلادي لابنتي ولزوجتي، فنحن ننتمي لبلد متعدد وفيه تنوع ثقافي»، في عبارة لخصت مشروعه الأدبي ورؤيته للهوية والذاكرة.


