
خيّم الحزن على متابعي الداعية والإعلامي السعودي أحمد الشقيري، بعد إعلانه وفاة والده رجل الأعمال مازن الشقيري، في رسالة إنسانية صادقة عكست عمق العلاقة التي جمعتهما، ولامست مشاعر آلاف المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي.
الشقيري شارك جمهوره عبر حسابه الرسمي على «إنستغرام» صورة قديمة تجمعه بوالده، ظهر فيها وهو ينحني ليقبّل جبينه، في لقطة حملت دلالات قوية على المحبة والاحترام والارتباط الإنساني العميق بين الأب وابنه. وأرفق الصورة بكلمات مؤثرة اختصر فيها وجع الفقد، واصفًا والده بالسند والصديق والمعلم، ومشيرًا إلى أن رحيله ترك فراغًا لا يمكن تعويضه.
وفي تعليق لاحق، عبّر أحمد الشقيري عن حزنه بأسلوب مباشر وبعيد عن التكلّف، مستعيدًا صفات والده الإنسانية، ومؤكدًا أنه لم يكن أبًا فحسب، بل نموذجًا في العطاء وحسن المعاملة مع كل من عرفه. وأشار إلى أن رحمة الله كانت في تخفيف معاناة والده قبل وفاته، داعيًا له بالرحمة والمغفرة، وأن يكون مثواه الجنة.
كلمات الشقيري لاقت تفاعلًا واسعًا، حيث انهالت التعليقات التي حملت عبارات التعزية والمواساة، ليس فقط من جمهوره، بل من شخصيات إعلامية ودعوية وفنية، عبّروا عن تضامنهم معه في هذه اللحظة الصعبة، مؤكدين أن ما كتبه عكس صدق المشاعر وبساطة التعبير التي اعتادها متابعوه منه.
ولم يُخفِ الشقيري حجم الألم الذي يعيشه، إذ أشار إلى أن فقدان الأب تجربة قاسية لا تشبه أي شعور آخر، معتبرًا أن سنوات العمر كلها لا تهيئ الإنسان لهذه اللحظة، مهما بلغ من النضج أو الخبرة. هذه الكلمات أعادت إلى الواجهة النقاش حول علاقة الأبناء بآبائهم، ومعنى السند الحقيقي الذي لا يُدرك قيمته الكاملة إلا عند الغياب.
ويُعرف أحمد الشقيري بخطابه الإنساني القريب من الناس، وهو ما انعكس بوضوح في رسالته لوالده، التي جاءت بعيدة عن الخطاب العام، وقريبة من القلب، فبدت كرسالة وداع شخصية، لكنها في الوقت نفسه لامست تجربة إنسانية مشتركة يعيشها كل من فقد والده.
برحيل مازن الشقيري، ودّع أحمد الشقيري أحد أهم ركائز حياته، لكنه خلّد ذكراه بكلمات صادقة ستبقى شاهدة على علاقة أب بابنه، وعلى معنى الأب حين يكون سندًا لا يُعوّض.




