
خسرت الساحة الفنية الإيطالية واحداً من أبرز رموزها برحيل المغنية الأسطورية أورنيلا فانوني عن عمر 91 عاماً في منزلها بميلانو، إثر نوبة قلبية، وفق ما أكدته وسائل إعلام محلية. فانوني، التي تعد من أهم الأصوات في تاريخ الأغنية الإيطالية، رحلت تاركة خلفها إرثاً فنياً يصعب على أي فنان معاصر مجاراته.
وُلدت فانوني عام 1934 في ميلانو، وبدأت مسيرتها من خشبة المسرح قبل أن تنتقل إلى الغناء، حيث لمع نجمها بسرعة بفضل أسلوب أدائي متفرّد وقدرة استثنائية على التعبير. انطلاقتها العالمية جاءت في بداية الستينيات مع أغنية Senza Fine التي كتبت صفحة جديدة في تاريخ الموسيقى الإيطالية وشكّلت أحد أشهر أعمالها حتى اليوم.
في الستينيات والسبعينيات، قدّمت فانوني سلسلة من الأعمال الخالدة مثل La Musica è Finita وEternità وL’Appuntamento، وأسهمت شراكتها الفنية والعاطفية مع الفنان جينو باولي في إنتاج عدد من أبرز أغنياتها. كما تعاونت مع موسيقيين عالميين بينهم هيربي هانكوك وجورج بنسون.
مسيرتها الحافلة ضمّت أكثر من مئة ألبوم، تجاوزت مبيعاتها 55 مليون نسخة، وشاركت في مهرجان سانريمو ثماني مرات، محققة المركز الثاني عام 1968، ثم أصبحت أول فنانة تُكرَّم بجائزة عن مجمل مسيرتها في المهرجان عام 1999. كما نالت جائزة Tenco المرموقة مرتين، في سابقة لم تحققها أي امرأة غيرها.
الفقيدة حظيت بعد إعلان رحيلها بسيلٍ من رسائل النعي الرسمية، حيث وصفها وزير الثقافة الإيطالي بأنها «صوت لا يُعوّض وبصمة فنية لا تُمحى»، فيما أكد رئيس مجلس النواب أن فانوني «جزء من الذاكرة الموسيقية لإيطاليا».
ورغم تقدّمها في السن، ظلت فانوني حاضرة في البرامج التلفزيونية، محافظة على عفويتها وابتعادها عن الصوابية السياسية، ما زاد من محبة الجمهور لها. ومع رحيلها، تخسر إيطاليا إحدى ركائز فنّها الغنائي، وصوتاً شكّل خلفية وجدانية لأجيال متعاقبة.



