القبض على زهراء علي بتهمة مخالفة الآداب العامة

تصدّر اسم زهراء علي، المعروفة على منصات التواصل بلقب “جوان”، واجهة الأحداث الرقمية في العراق بعد إعلان وزارة الداخلية توقيفها رسميًا، في خطوة جديدة ضمن حملة مكافحة “المحتوى الهابط” التي تشنّها السلطات منذ أكثر من ثلاث سنوات.
“جوان” تُعد من أبرز صانعات المحتوى على “تيك توك”، وقد برزت خلال العامين الماضيين كوجه واسع الانتشار، بعدما استطاعت بناء قاعدة جماهيرية كبيرة عبر مقاطع قصيرة تعتمد أسلوبًا جريئًا في الطرح، ما أثار موجات متتالية من الانتقادات والاتهامات بأنها تقدّم محتوى “لا ينسجم مع الآداب العامة” ولا يعكس القيم الاجتماعية السائدة في العراق.
ومع تصاعد الجدل حولها، وضعتها الجهات الأمنية تحت المراقبة المباشرة لفترة طويلة قبل اتخاذ قرار توقيفها. وزارة الداخلية العراقية أعلنت مساء الأربعاء ٣ كانون الأول ٢٠٢٥ أنّ عملية القبض جاءت بعد متابعة دقيقة من لجنة المحتوى الهابط، وبعد استكمال الإجراءات القضائية اللازمة، مؤكدة أن المواد التي بثّتها زهراء على حساباتها “مخالفة للآداب العامة وتشكل إساءة للذوق العام”.
وأوضحت مصادر أمنية أن فريق المتابعة وثّق عبر الرصد الإلكتروني عدة مقاطع اعتُبرت “غير لائقة”، وأن قرار التوقيف اتُخذ بعد مراجعة قانونية استندت إلى المادة ٤٠٣ من قانون العقوبات العراقي، وهي المادة التي تجرّم نشر أي مادة تُعد “مخلة بالحياء”، وتصل عقوبتها إلى الحبس لمدة قد تصل إلى سنتين أو الغرامة أو الجمع بينهما.
هذه المادة أصبحت خلال السنوات الأخيرة الأساس القانوني الذي تُبنى عليه معظم قضايا المؤثرين المتهمين بتقديم محتوى مثير للجدل أو مخالف للمعايير الأخلاقية الرسمية، في ظل تضارب واسع حول حدود هذه المعايير نفسها.
حملة مكافحة “المحتوى الهابط” التي أطلقتها وزارة الداخلية نهاية عام ٢٠٢٢ جاءت في سياق ضغط شعبي متزايد، بعد انتشار موجة من المقاطع التي رآها كثيرون “مسيئة للقيم” أو “تستغل المنصات لتحقيق شهرة عبر السلوك الاستعراضي”.
ومنذ ذلك الحين، تم توقيف عشرات من صناع المحتوى، بينهم أسماء معروفة على “تيك توك” و”إنستغرام”، وتمت إحالة بعضهم إلى القضاء فيما اكتفى آخرون بتعهدات بعدم تكرار المخالفات.



